حين أهدتني أمي للدنيا..!
--------------------------------------------------------------------------------
حين أهدتني أمي للدنيا..
لم تكن تدري أن بي من التعب كثير..
كان قلبي ينبض ..ويدفع دفء حليبها عنه لعله يقاوم..ويستمر في العطاء..
لم يعلم أحد..أن حنجرتي المثقوبة تهدي الحليب لرئتي..ويتسلل منها إلى قلبي دائما..
كنت كثيرا ما أعطي علامات النذُر..وتتلون شفتاي وعيناي على غير عادتها...
كانوا لايفقهون ما الداء..ولاطبيب يخبرهم ما الدواء..
واكتفت أمي بسخط النساء : (إنكِ تُخفضين رأسها..فلا تجد الهواء..!)
وهكذا اعتادت أمي.. بأن مجالس النساء..مُشرعة للغباء..!
في غفلة من عيونهم..طرقـَتْ رأس الرجاء..
أسرعوا بي وحدي..وأمي..وشيخ أحبه كثيرا ...إلى مقبرة الأطباء..
مكثتُ أسبوعين..ثم أسلموا أمرهم لمن يداووا الأغنياء..
وكنتُ عندهم شهران لم تبصر عيناي السماء..
صلبوا جسدي حتى لاتدرك حنجرتي غير الهواء..
وعشتُ عمري كله أستجدي النقاء...
كبرتُ بعدها..وكانت دنياي تغرقني وتحرقني..
ولا تهديني سوى بعضا من فرحها ..بخيلاء..
تذكرتُ أن أمي..أرخت عيناها علي لأسبوعين..ثم شهرين....
ولم أعلم أنها الدنيا تحسب لي كل تلك الديون..
وأنها الآن تستحق الوفاء...
كان وفاء الدنيا لنا قاتلا....
وشقّتْ دروبها بيننا وأمي..لعامين...
كان المتسبب فيها (غباء)...
تذمرتُ كثيرا..
وبكيتُ كثيرا..
ولكني فرحتُ بهذا كثيرا كثيرا..
لأن أمي حين خرجتْ من دنياي..أخبرتني أنها الدنيا كأشباه الرجال....لا يتقنون الوفاء..!
لأن أمي أهدتني صورة من صور القبح في عالمي..ودسّت تحتها صورة أخرى للشفاء..!
لأن أمي أخبرتني سرا....(أننا ضعفاء) ..!
لأن أمي ملأت أكوابي بشهد سمومهم ...وبعضا من رغيف العناااء...!
لأن أمي لم تسمع بأذن خائنة من خلف أبوابهم...ولم تفتح في يوم نوافذها لدخان السماء..!
لأن أمي لم تتطير بغيمٍ مظلم...ولم تحصّن نفسها من طوفان (الأقرباء)..!
لأن أمي علمتني...
أن الرجال في طغيانهم..سواء..!
وأن النساء في القبح ..سواء..!
وأن الحياة ..موازين العقلاء..!
وأنه مهما خالط الزمان اعتلاء..!
(فالرجل بغير أنثى...اسمه.....هبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء..)..!
--------------------------------------------------------------------------------
حين أهدتني أمي للدنيا..
لم تكن تدري أن بي من التعب كثير..
كان قلبي ينبض ..ويدفع دفء حليبها عنه لعله يقاوم..ويستمر في العطاء..
لم يعلم أحد..أن حنجرتي المثقوبة تهدي الحليب لرئتي..ويتسلل منها إلى قلبي دائما..
كنت كثيرا ما أعطي علامات النذُر..وتتلون شفتاي وعيناي على غير عادتها...
كانوا لايفقهون ما الداء..ولاطبيب يخبرهم ما الدواء..
واكتفت أمي بسخط النساء : (إنكِ تُخفضين رأسها..فلا تجد الهواء..!)
وهكذا اعتادت أمي.. بأن مجالس النساء..مُشرعة للغباء..!
في غفلة من عيونهم..طرقـَتْ رأس الرجاء..
أسرعوا بي وحدي..وأمي..وشيخ أحبه كثيرا ...إلى مقبرة الأطباء..
مكثتُ أسبوعين..ثم أسلموا أمرهم لمن يداووا الأغنياء..
وكنتُ عندهم شهران لم تبصر عيناي السماء..
صلبوا جسدي حتى لاتدرك حنجرتي غير الهواء..
وعشتُ عمري كله أستجدي النقاء...
كبرتُ بعدها..وكانت دنياي تغرقني وتحرقني..
ولا تهديني سوى بعضا من فرحها ..بخيلاء..
تذكرتُ أن أمي..أرخت عيناها علي لأسبوعين..ثم شهرين....
ولم أعلم أنها الدنيا تحسب لي كل تلك الديون..
وأنها الآن تستحق الوفاء...
كان وفاء الدنيا لنا قاتلا....
وشقّتْ دروبها بيننا وأمي..لعامين...
كان المتسبب فيها (غباء)...
تذمرتُ كثيرا..
وبكيتُ كثيرا..
ولكني فرحتُ بهذا كثيرا كثيرا..
لأن أمي حين خرجتْ من دنياي..أخبرتني أنها الدنيا كأشباه الرجال....لا يتقنون الوفاء..!
لأن أمي أهدتني صورة من صور القبح في عالمي..ودسّت تحتها صورة أخرى للشفاء..!
لأن أمي أخبرتني سرا....(أننا ضعفاء) ..!
لأن أمي ملأت أكوابي بشهد سمومهم ...وبعضا من رغيف العناااء...!
لأن أمي لم تسمع بأذن خائنة من خلف أبوابهم...ولم تفتح في يوم نوافذها لدخان السماء..!
لأن أمي لم تتطير بغيمٍ مظلم...ولم تحصّن نفسها من طوفان (الأقرباء)..!
لأن أمي علمتني...
أن الرجال في طغيانهم..سواء..!
وأن النساء في القبح ..سواء..!
وأن الحياة ..موازين العقلاء..!
وأنه مهما خالط الزمان اعتلاء..!
(فالرجل بغير أنثى...اسمه.....هبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء..)..!